واجهت المجتمعات البشرية المعاصرة - ولا تزال - أزمات عديدة متتالية سواء محلية أو عالمية، طبيعية أو من صنع الإنسان، هددت وبصورة بالغة مختلف القطاعات داخل أي مجتمع ومنها قطاع التعليم، مما يجعل الأزمات من أخطر الإشكاليات التي قد تواجه أي مؤسسة تعليمية، حيث تثقل عليها بكم هائل من التحديات والعقبات التي تستلزم مواجهتها، والحد من آثارها خاصةً تلك التي تتعلق بحماية الحق في التعليم والوصول إليه، وضمان استمراريته وجودته خلال مرحلة المواجهة بين المؤسسات التعليمية والأزمات التي تقابلها، وفي ظل هذا يظل التحدي الأكبر هو رسم مسار واضح للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تواجه المؤسسات التعليمية حاضرًا ومستقبلًا، والاتجاه نحو بناء أنظمة تعليمية أكثر فعالية وقدرةً على الصمود في وجه الأزمات، وفي إطار ذلك يهدف البحث الحالي إلى وضع رؤية مستقبلية مقترحة لدعم جاهزية المؤسسات التعليمية في مواجهة الأزمات على ضوء بعض التوجهات العالمية في محاولة لرسم مسار آمن يمكن من خلاله تعزيز قدرتها على المواجهة والتأهب للأزمات المحتملة مستقبلًا.