الملامح التربوية لتجديد الخطاب الديني في ضوء قيم المواطنة العالمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية التربية- جامعة السويس

المستخلص

يُعدُّ الخطاب الديني أحد أهم القنوات التربوية المؤثرة على نفوس الأفراد وعقولهم ووجدانهم، وقد أصبح عالم اليوم أشبه بالقرية الكونية الصغيرة؛ حيث أصبحت النظم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية مرتبطة ببعضها البعض؛ ومن ثمَّ لم تعد المواطنة -اليوم- مواطنة مجتمعية، بل تعدى ذلك إلى وجوب الاهتمام بالمشترك الإنساني من خلال تنمية قيم المواطنة العالمية لدى أفراد المجتمع، وقد أصبح تجديد الخطاب الديني ضرورة دينية ومسئولية تربوية وواجبًا حضاريًا لما يتصف به من بعض السمات التي تفرض حتمية تجديده في ظل قيم الكرامة الإنسانية وقبول الآخر والتعارف والتعايش السلمي. ولذا هدف البحث الحالي إلى الكشف عن أبرز الملامح التربوية ذات الأهمية لتجديد الخطاب التربوي في ضوء قيم المواطنة العالمية. واستخدم البحث المنهج الوصفي، وتوصل إلى تحديد الملامح التربوية المهمة لتجديد الخطاب الديني في ضوء قيم المواطنة العالمية.إن الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني دعوة حقيقية وليست مفتعلة، وتعبيرٌ واضحٌ عن الشعور بأهمية المراجعة والنقد الذاتي. فكلاهما –المراجعة والنقد الذاتي- لا ينفصلان، بل يكملان بعضهما بعضًا، ويشد كل منهما أزر الآخر.
والدعوة إلى تجديد الخطاب الديني تعبيرٌ قويٌ عن الشعور بضرورة الانسجام والتوافق مع المعطيات والمتغيرات الجديدة من أجل خدمة الخطاب الديني نفسه، ومن يوجَّه إليهم هذا الخطاب في ذات الوقت.
إذن فليس التجديد في الخطاب الديني بدعًا في الدين، بل هو منطلق طبيعي، تمليه النصوص الدينية من جانب والتطور الحياتي من جانب آخر، تحقيقًا لما اختص الله عز وجل به هذا الدين من صلاحيته لكل زمان ومكان، ومسايرته للتطور وقبوله للمستجدات، مع حفاظه على ثوابته التي تضمن له البقاء صامدًا على مر الأزمان

الكلمات الرئيسية