برنامج مقترح قائم على التدريس المتمايز لتنمية مهارات الكتابة الإملائية والاتجاه نحوها لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية الأزهرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

الاختلاف والتمايز بين البشر آية من آيات الله عز وجل إذ يقول سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾ ]سورة الروم: 22[ ولا شك أن كلاً منا يؤمن بحقيقة واقعية هي أن التلاميذ يختلفون فيما بينهم وأنهم لا يتعلمون بنفس الطريقة، وأنهم لا يتعلمون بنفس الدرجة أو المستوى، وذلك بسبب ظاهرة الفروق الفردية بينهم، كما أن معظم المدارس في أيامنا هذه ليست مجهزة بشكل يعمل على حل مثل هذه المشكلة، إضافة إلى ذلك أن طرق التدريس التقليدية المتبعة ليست فقط لا تعالج هذه الظاهرة؛ بل على العكس تعمل على تكريسها بدون قصد، فالطلاب يلتحقون بالمدرسة في نفس العمر تقريبًا، ويترفعون صفًا دراسيًا كل سنة، ويستخدم طلاب الصف الواحد نفس الكتب المقررة، ويطلب منهم نفس الواجبات المنزلية، ويطبق عليهم نفس المنهج الدراسي ونفس أسس النجاح والرسوب، ويتوقع منهم أن يحققوا نفس المستوى التعليمي ونفس الأهداف وهم في حقيقة الأمر غير ذلك تمامًا. (هريدي، 2003؛ خضر، 2001)
ولذلك فإن من أكبر التحديات التي تواجه المعلم داخل حجرة الدراسة هو ذلك التنوع الكبير بين التلاميذ؛ لذا باتت الحاجة ملحة إلى تدريس يراعي تنوع المتعلمين واختلافاتهم، فظهرت الدعوة إلى استخدام التدريس المتمايز في العملية التعليمية، حيث تعد ممايزة التدريس استراتيجية تعليمية وطريقة تفكير في التعليم والتعلم تنادي بالبدء مع الأفراد من حيث هم، وتهدف إلى رفع مستوى جميع المتعلمين باستخدام أساليب تدريس تسمح بتنوع المهام والنتاجات التعليمية، وتفترض أن كل غرفة صف تحوي متعلمين مختلفين في قدراتهم الأكاديمية، وأنماط تعلمهم وخلفيتهم المعرفية وذكاءاتهم. والتدريس المتمايز ليس استراتيجية واحدة، ولكنه مدخل للتدريس يدمج العديد من الاستراتيجيات المتنوعة