الـــدور التربـــوي والتنويـــري للأزهــــــر الشريـــف فــــــي ضـــوء التحديــــــات المعاصــــــرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

المستخلص

يتعرض الأزهر حالياً لکثير من المغالطات التي تؤثر على صورة الأزهر داخل وخارج مصر، ولهذا يهدف البحث الحالي إلى معرفة أبعاد الدور الوطني والتنويري للأزهر الشريف عبر تاريخه، أدى الأزهر الشريف دوراً ريادياً عبر التاريخ منذ إنشائه، فکان الجامع والجامعة، ومنه تنبعث الجيوش ومنه تخرج الثورات الإصلاحية، وفيه يتربى قادة الأمة وملوکها، کان الأزهر منارة تشع على العالم، منذ عهد الفاطميين، وعهد الولاه الأيوبيين، إلى عهد السلاطين والأمراء من المماليک، ثم عهد الحکم العثمانى، مروراً بالحملة الفرنسية، وأثناء حکم محمد على وخلفائه، والعصر الحديث.
يتسم الفکر التنويري الأزهري بتعددية الآراء وحرية الفکر والتعبير، فوثيقة الأزهر للحريات: وجهت مستقبل مصر نحو غايات نبيلة، فأقرت حقوق شعب مصر في الحرية والکرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، وضمان الحقوق والواجبات لکل أفرادها علي قدم المساواة، الاحترام الکامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل والتأکيد علي مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، اعتبار التعليم والبحث العلمي ودخول عصر المعرفة قاطرة التقدم الحضاري في مصر.
ولقد حارب الأزهر الإرهاب والتطرف الفکري بتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا مثل: قضية الجهاد، وقضية التکفير، کما أضاف الأزهر أبعاداً لتجديد الخطاب الديني من خلال امتلاک أدوات التجديد واستيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وکيفية التعامل مع الأدلة الشرعية والتراث الخالد واحترام العلماء والالتزام بآداب الاختلاف والموضوعية في المناقشة والمحاورة.
کما التزم الأزهر على تدعيم صلات الوحدة الوطنية من خلال فتح أبواب الأزهر على مر العصور لأقباط مصر، والإفتاء بجواز تهنئة المسيحين بأعيادهم من باب البِر بهم، کما انشغل الأزهر منذ بنائه بقضية تکوين العقل النقدي.
ونتج البحث عن نتائج أهمها قيام الأزهر بالعديد من الأدوار على رأسها الدور التنويري والوطني منذ إنشائه وحتى الآن، ويوصي البحث الحالي بضرورة التکامل الدعوي بين الأزهر ووزارة الأوقاف فيما يتصل بتدريب الأئمة ونشر المنهج الوسطي.

الكلمات الرئيسية