بناء النظم الخبيرة وتطبيقها فى جودة المدارس

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية، جامعة بنها

المستخلص

تعد تکنولوجيا المعلومات والاتصالات من أبرز مظاهر التغيير في المجتمع، حيث أصبحت تکنولوجيا المعلومات والحاسبات وتطبيقاتها المتنوعة مستخدمة في مجال التعليم حيث أصبحت تؤثر عليه تأثيراً کبيراً، ودعت کل القائمين على التعليم إلى نقل المعرفة ودمج تکنولوجيا المعلومات في برامجها وطرق تدريسها، وجاءت النظم الخبيرة لتنقل الذکاء البشرى إلى نظم الحاسبات عن طريق تصميم البرمجيات وأجهزة الحاسبات التي تحاکى سلوک وتفکير البشر، ولذا فإن النظم الخبيرة تحتفظ بمعارف متراکمة لأکثر من خبير ويجعلها جاهزة علي الفور لاستخدامها.
 وکان لانتشار الحاسبات الالکترونية وتطور شبکات المعلومات المحلية والعالمية دور فعال وأساسي في تطوير واستخدام النظم الخبيرة ([1])، ولذلک فإن تشابک وتداخل فروع المعرفة المختلفة وتزايد عمليات التأثير والتأثر بينها، جعل من الصعب إحراز تقدم في أحد المجالات دون الاستفادة من نتائج البحث في المجالات الأخرى، فتکونت فرق عمل من تخصصات مختلفة لممارسة الأبحاث التعددية والابتکار الجماعي وأصبح من الطبيعي أن تجد علماء التربية والهندسة والعلوم الإنسانية والحاسب الآلي يعملون کفريق واحد لتصميم منتج ما، ولقد کان الحل هو توظيف إمکانيات النظم الخبيرة وهو أحد العلوم الجديدة التي نشأت في ظل الاتجاه التعددي في محاولة للحاق برکب التقدم في مجال التعليم، فهو وسيلة لتعميق المعارف وتحسين فرص اتخاذ القرار([2]).
إن تحسين جودة المدارس المصرية ليس بالأمر اليسير وإن کان کذلک فهو يحتاج إلى نوع من بذل الجهد والتضحيات، ولا نستطيع الانتظار حتى تتوافر الإمکانيات التي تحتاجها عملية التحسين ولکن علينا أن نبدأ بما هو متاح في مدارسنا، وأن أغلب مجالات التحسين تعتمد على المعلم في تغيير وتطوير طريقة أداءه وسلوکياته وهذا لا يحتاج نفقات مادية، ومن

الضروري أن يتعلم المعلم وينمى قدراته لأنه المؤثر الأکثر فاعلية في الطلاب فهو يتعلم ليعلم نظراً لأنه صانع المستقبل فقد يجعل من طلابه کوادر بشرية تصنع مستقبل أفضل.
ولتحسين الجودة في المدارس يجب تطبيق منهج للتقييم الذاتي، وتتفق معظم المدارس أن الثقافة التي تتبني التزام کامل برضا الطلاب من خلال التحسين المستمر والابتکار هو شرط مسبق لمواجهة المنافسة المتزايدة بنجاح، وإدارة الجودة الشاملة هي تلک الثقافة التي تدعو إلى الالتزام الکامل لرضا الطلاب من خلال التحسين المستمر في جميع جوانب الأعمال المدرسية، والتحسين المستمر في المدارس يعني تحديد احتياجات وتوقعات الطلاب بالمدرسة، وإن التحسين المستمر هو واحدة من القيم الأساسية لإدارة الجودة الشاملة([1]).
کما أکدت دراسة خالد منصور الشعيبي أن استخدام النظم الخبيرة محدود، وأوضحت الأسباب التي تحول دون استخدام النظم الخبيرة، فقام الباحث بإجراء مقارنة بين المجموعة المستخدمة للنظم الخبيرة والمجموعة التي يتوقع استخدامها لهذه الأنظمة فتوصلت الدراسة إلى إلى ثماني فوائد لاستخدام النظم الخبيرة هى تخفيض الوقت المستغرق في العمل، الکفاءة العالية، التجاوب مع البيئات المختلفة، إحکام السيطرة، تخفيض وقت أداء العمليات الإنتاجية، تخفيض حالات توقف العمل، التنظيم الداخلي للمؤسسة، واختيار الأساليب المناسبة([2]).
ومنأهم الدوافع التي تدفع إلى بناء النظم الخبيرة هي أنها تهدف لمحاکاة الإنسان فکراً وأسلوباً، ولإثارة أفکار جديدة تؤدي إلى الابتکار، وأن النظام الخبير يحتفظ بمعارف متراکمة لأکثر من خبير ويجعلها جاهزة علي الفور، ويقدم مشورة الخبراء، وإيمانا بأن نجاح المجتمع في إحداث التغيير بعصر المعلومات رهن بمدى نجاحه على الصعيد التربوي، ولقد أصبحت النظم الخبيرة من القضايا الأساسية التي تشغل التربويين، مما أدى إلى تفجر الکثير من الدراسات والأبحاث – ومنها البحث الحالي- الذي يبحث في بناء النظم الخبيرة وتطبيقها فى جودة المدارس.







الكلمات الرئيسية