استخدام إستراتيجيات تعلم اللغة في تنمية مهارات التعبير الکتابي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية، جامعة بنها

المستخلص

  يعد التعبير الکتابي أحد مهارات اللغة التي يتحقق من خلالها اتصال الفرد بغيره؛ حيث تتبدى فيه القدرة اللغوية للفرد على التعبير، باستخدام کل ما تعلمه من اللغة، فهو الميدان الذي يکشف عن استعمال قواعد اللغة وأصولها، وهو الغاية من تعليم اللغة وتعلمها، وينقسم التعبير الکتابي إلى نوعين: (إبراهيم عطا،2010: 79)

تعبير کتابي وظيفي: وهو يتميز بالتعبير عن المواقف الحياتية، مثل کتابة الرسائل، والبرقيات، والتقارير، والتلخيص، وتدوين الملحوظات، وملء الاستمارات، وغيرها، وهو محور اهتمام الدراسة الحالية في مجال التعبير الکتابي.
تعبير کتابي إبداعي: وهو ذلک اللون الأدبي الذي يعمد فيه المتعلم إلى التعبير عن الأفکار في إطار أدبي، يبرز کثيرا من خصائص الأسلوب الأدبي.

ولتعليم التعبير الکتابي بصفة خاصة، أهمية کبرى بين فنون اللغة العربية؛ فهو المحصلة النهائية لتعلم اللغة، وإن جاء في ترتيبه المنطقي – حسب المداخل الحديثة لتعليم اللغة – بعد القراءة، فإنه سابق لها من حيث الوجود؛ لأن ميدان القراءة هو الکلمة المکتوبة، کما أنه لا يمکن للإنسان في لغة ما أن يکتب کلمة، دون أن يکون قد قرأها، وبذلک تکون الکتابة في آن واحد مهارة سابقة ولاحقة للقراءة. (محمود الناقة، ووحيد حافظ، 2002: 7)
کما يؤدي التعبير الکتابي وظيفة اتصالية نفعية، حيث يستخدم في مواقف للتواصل المباشر، بهدف نقل الأفکار والمعلومات بين المرسل والمتلقي بلغة تقريرية، فيما يعرف بالتعبير الوظيفي الذي يهدف إلى تحقيق وظيفة اتصالية (إبلاغية) کعرض التقارير والملخصات، أو تواصلية (تأثيرية) کالبرقيات والدعوات والخطابات، أو لقضاء الحاجات کملء الاستمارات، وطلبات التوظيف. (محمد النجار وآخران، 2001: 200)، وغيرها من أشکال التعبير الوظيفي التي لا يستغني عنها الفرد في مواقف حياته.
ونظرًا لأهمية تعليم التعبير الوظيفي، فإن الأمر يتطلب تدريب المتعلمين على مهاراته في المواقف المختلفة، وتعويدهم على مراعاة طبيعة الموضوع وتحديد فکرته العامة، ومراعاة وضوح ما يتصل بها من أفکار، ومناسبتها للموقف، ومن ثم ترتيبها منطقيًا، وتدعيمها بالحجج والبراهين والشواهد التي تقنع القارئ، وإقدارهم على انتقاء الألفاظ المناسبة لمقتضى الحال ، وترکيبها بطريقة صحيحة لتکوين الجمل والعبارات، والربط بينها بأدوات مناسبة، مع التنويع بين الأسلوبين الخبري والإنشائي، بما يساعدهم على نقل أفکارهم ومشاعرهم والمعاني المقصودة.
فالتعبير الکتابي ليس مهارة عفوية، تنمو ببلوغ المتعلم درجة من النضج الجسمي واللغوي والعقلي، ولکنها تنمو بالتدريب والممارسة الفعلية، باستخدام طرائق وإستراتيجيات لتنميتهما بشکل قصدي، وبوضع المتعلمين في مواقف طبيعية أو مصطنعة يهيئها لهم المعلم؛ حتى يشعروا بأن ما يتعلمونه من دروس لغوية، له فائدة اجتماعية، تتمثل في تحقيق تواصل فعال بينهم وبين الآخرين.
ويؤکد ذلک ما ذکره (محمود الناقة، ووحيد حافظ، 2002: 12) من أن التعبير الکتابي يقتضي عدة عمليات يؤديها الکاتب، وهي تصور الأفکار التي يريد التعبير عنها، ثم اختيار ما يلائمها من الألفاظ والجمل والعبارات، والربط بينها لتحمل معنىً أو فکرة کلية، ثم البدء في کتابتها على الورق، وهذا يتطلب قدرة حرکية في الإمساک بالقلم، وتنسيق المسافات بين الکلمات والجمل والفقرات، مع الأخذ في الاعتبار صحة الرسم الإملائي ووضوح الخط، وعن طريق تآزر هذه العمليات جميعًا، يستطيع الفرد التواصل مع الآخرين کتابةً.
 أي أن التعبير الکتابي مهارة مرکبة، تتکون من عدة عمليات أو جوانب، هي:

§   الجانب الفکري: ويتمثل فيمهارات تحديد المتکلم للمعاني والأفکار التي يريد التعبير عنها، وتنظيمها في ذهنه، وتحديد ما يدعمها من أدلة وشواهد.
الجانب اللغوي: ويتمثل في مهارات اختيار الوعاء اللغوي المعبر عن تلک المعاني والأفکار بدقة.
الجانب التنظيمي (الشکلي): ويتمثل في تنظيم الأفکار المکتوبة، وتفسير معاني الجمل بعلامات محددة؛ لتعويض غيبة القارئ.

         أي أن التعبير الکتابي، يعد عملية معرفية معقدة، تتطلب إعمال الذهن؛ حيث يعيد المتعلم بناء معرفته وتنظيمها، في ضوء ما يتطلبه الموضوع، فيحدد أفکاره، وينظمها، ويتخير الألفاظ المناسبة للتعبير عنها، ويرکب الجمل بطريقة صحيحة، مراعيًا وظيفة کل کلمة فيها، کما أن عليه أن ينظم کتابته وفق ترتيب توالي الأفکار، ويوظف علامات الترقيم بين الجمل بما يعبر عن المعاني التي تحملها الجمل؛ لذا فإن الأمر يستوجب أن يتقن المتعلم مهارات التعبير الکتابي، إتقانًا لا يتوقف عند حفظه أشکال الحروف، أو القواعد اللغوية أو مفردات المعجم، ولکن من خلال ممارسة اللغة واستعمالها في الحياة اليومية، فاللغة مهارة ممارسة أکثر من کونها علمًا يدرس.
ونظرا لأن التعبير الکتابي، يمثل أهمية خاصة بالنسبة لتلاميذ وطلاب المراحل الدراسية المختلفة، حيث يساعد في تنمية قدراتهم العقلية واللغوية معًا؛ فقد نصت المعايير القومية للتعليم في مصر على أهمية تنمية مهاراته، لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية (وزارة التربية والتعليم،2003: 76)؛ حتى يتمکنوا من استخدام اللغة بيسر وسهولة في مواقف التواصل اليومية، ولتمکينهم من التعبير عن أنفسهم وحاجاتهم واهتماماتهم ، ونقل أفکارهم وآرائهم إلى الآخرين ؛ أي أن تعليم التعبير هو الهدف النهائي لتعليم اللغة، وکل فروع اللغة من نحو وصرف وتذوق أدبي، وغيرها، وهي وسائل لتمکين التلاميذ منه.
 کما حظي التعبير الکتابي باهتمام کثير من الباحثين، فدرسوه من زوايا متعددة مثل دراسات کل من (فايزة عوض، 2002) و (خلف الديب عثمان، 2003) و (نصر الدين خضري، 2003) و(هاني شبانة، 2007)، و (ماهر شعبان، 2008).

الكلمات الرئيسية