الأنشطة التربوية ودورها فى تعليم الأطفال المعاقين عقلياً بالروضة " طريقة منتسورى نموذجاً "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کليــــة التربيــــة - جامعــــة المنصــــورة

المستخلص

تعتبر تنشئة الأطفال والاهتمام بهم ورعايتهم جزءاً من حاضر المجتمع ومستقبله، فهم يشکلون شريحة واسعة من المجتمع، ويمثلون الأجيال القادمة، لذا فالاهتمام بهم من جانب المجتمع لا يأتى من فراغ، لأنه فى الواقع اهتمام بالمجتمع نفسه وبتقدمه وتطوره، فبقدر الإعداد الجيد للأطفال منذ السنوات الأولى فى حياتهم بقدر ما يتحقق للمجتمع التقدم والرقى فى المستقبل.
ولا يقتصر ذلک الاهتمام على الأطفال العاديين، بل يمتد ليشمل الأطفال المعاقين –وخاصة- المعاقين عقلياَ، فاهتمام المجتمع بتربية الأطفال المعاقين عقلياً وتعليمهم واستثمار قدراتهم منذ وقت مبکر يحولهم فى المستقبل إلى مواطنين منتجين لا يعيشون عالة على ذويهم، بل يسهم کلُ قدر استطاعته فى تنمية المجتمع، وعلى العکس من ذلک فإن إهمالهم يؤدى فى النهاية إلى الفشل والانحراف، ويعرض المجتمع إلى خسائر کبيرة على المدى البعيد أکثر مما ينفق على برامج تربيتهم ورعايتهم
وتأتى مرحلة رياض الأطفال فى مقدمة الاهتمامات التى يجب أن يوليها المجتمع لهؤلاء الأطفال، حيث تمثل تلک المرحلة أهم مراحل بناء شخصية الطفل وتطوره في جوانب النمو الانفعالية والاجتماعية والمعرفية واللغوية والأخلاقية (حسن،165،2018)، کما أنها مرحلة هادفة قائمة بذاتها، فهى ليست صورة مصغرة من المدرسة الابتدائية، أو ترف حضارى لنمط معين من الأطفال، إنما هى مؤسسة حقيقية ذات قيمة تربوية، ولها دور فعال فى العملية التعليمية، لما لها من فلسفة تربوية، وأهداف تعليمية وسلوکية تتحقق من خلال ما تقدمه من برامج وأنشطة هادفة تشبع حاجات الطفولة الأساسية، وتسهم فى نمو الشخصية المتکاملة، وتساعد فى تنمية أساسيات المفاهيم والمعارف والخبرات(سلطان،7،2003). 
وتمثل مرحلة رياض الأطفال مرحلة حاسمة لنمو الأطفال المعاقين عقلياً، حيث تمثل سنوات العمر الأولى بالنسبة لهم سنوات يصارعون فيها من أجل البقاء، وفترات تدهور نمائى، وضياع فرص يتعذر تعويضها فى المراحل العمرية اللاحقة، وبدلاً من أن تکون مرحلة الطفولة مرحلة تطور ولعب واستکشاف واستمتاع کما هو الحال للأطفال العاديين، فإنما هى غالباً ما تکون مرحلة معاناة وحرمان للأطفال المعاقين( الخطيب،20،1998)، الأمر الذي يؤکد على ضرورة الاهتمام بالأطفال المعاقين عقليا بتلک المرحلة المبکرة من تنشئتهم.

الكلمات الرئيسية