دور القّيَادة المدرسيَّة في تفعيلِ العمل التَّطوعي بمدارس محافظة الخرج الثانويَّة في ضَوءِ مُبادراتِ التحَول الوطنيِ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

الأستاذ المشارک بقسم العلوم التربويَّة بکلية التربية بجامعة الأمير سطَّام بن عبدالعزيز

المستخلص

يُمَثِّلُ العملُ التطوعيُّ أحد أبرزِ المظاهر الاجتماعية التي تُبَيِّن حجم التلاحُمِ، والتَّکاتف، والتَّعاضد بين أفراد المجتمع، وذلک أنَّ العملَ التطوعيَّ يقومُ على مبدأِ تقديمِ النَّفع للغير دون انتظار أيِّ مقابلٍ ماديٍّ يعودُ على مَنْ قامَ بالتَّطوُّع في أمرٍ ما، وهذا الأمرُ يُبَيِّنُ أهميةَ وقيمةَ العملِ التَّطوُّعيِّ الذي يعزِّزُ القيمةَ الاجتماعيةَ للفردِ والإنسان، ويخرجه من دائرته الضَّيِّقة إلى محيطٍ واسعٍ مِن العملِ والبحث عن تقديم الخدمة للمجتمع دون توقُّع أو انتظار أيِّ جزاءٍ ماديٍّ نظيرَ هذه الخدمة.
ويُعتبر العملُ التطوعيُّ بکافةِ أشکاله ومجالاته أحد أهمّ مظاهرِ المسؤولية الاجتماعية التي تعملُ على تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتنَمِّي المشارکات الإيجابية الفاعلة بين أفراد الوطن الواحد، کما أنَّه مِن أهمِّ الوسائل المستخدَمة في تفعيل المشارکة المجتمعية بين کافة الجهات، والمؤسَّسات الرسميَّة وغير الرسميَّة في مختلف القطاعات، ويعدُّ العمل التطوُّعيّ من أهمِّ مُرتکزات التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛بل إنَّه مِن أهمِّ مُرتکزات التنمية بمفهومها الشامل(الدويش، 2014م، ص3).
ويعدُّ العمل التطوًّعي مِنْ أهمِّ الوسائل المستخدمة للمشارکة في النهوض بمکانة المجتمعات في العصر الحالي، ويکتسبُ العملُ التطوُّعي أهميةً متزايدةً يومًا بعد يوم، على اعتبارهِ ظاهرةً اجتماعيةً موجودةً في المجتمعات الإنسانية منذ أنْ خلقها الله، ولکنه يختلف في حجمه، وشکله، واتجاهاته، ودوافعه مِن مجتمعٍ لآخر، فتبرزُ أهميته و تزدادُ الحاجةُ إليه کلما تقدَّمتْ المجتمعات، وتعقَّدَتْ العلاقاتُ الاجتماعية فيها (الجلعود، 2013م، ص2).
ومما يؤکِّدُ على أهميةِ وفاعلية العمل التطوعي في نهضة الوطن والمجتمع والإنسان، ماجاء في الوثيقة الرسمية لبرنامج التحول الوطني(2020)والذي کان من ضمن أهدافه الإستراتيجية تمکين العمل التطوعي، وزيادة عدد المتطوعين من 35ألف متطوع الآن إلى 300 ألف متطوع في حلول العام 2020م وصولاً إلى عدد مليون متطوع في حلول العام 2030م(وثيقة برنامج التحول الوطني 2020، ص 57)
وتحت هذا الهدف الاستراتيجي تم إطلاق مبادرة (تمکين و مأسسة العمل التطوعي) والتي تعنى بتحويل العمل التطوعي إلى عمل مؤسسي منظم ورفع عدد المتطوعين وإطلاق منصة وطنية للتطوع وتوفير الفرص التطوعية وتعظيم أثر التطوع وإيجاد حزمة من
المحفزات للمتطوعين.

الكلمات الرئيسية