دور الإدارة الجـــامعيّـــَة بجامعة الأميــر سطَّــام بــن عبــدالعزيــز في تفعيــل الشَّراکــة المجتمعيّــَة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

المستخلص

شهِدَتْ المملکة ُالعربيَّةُ السعودية في السنواتِ الأخيرة تطوراتٍ في بيئةِ منظومة الشراکة المجتمعية, وقد عزَّزتْ وزارةُ التَّعليم ممثلةً بالجامعات السعودية جهودَها؛ لإرساء أُسُسِ هذه الشراکة عبر إنشاءِ مراکز بحثية متخصِّصَة في خدمةِ المجتمع والانفتاح عليه، وتأسيس وفتح مراکز علمية بحثية، وکراسي بحثيَّة, کما شجَّعتْ البحثَ العلميَّ ودعمته ُبکافةِ متطلبات
تميُّزِهِ ونّجاحِهِ.
لذا جاء الاهتمام بالشراکة المجتمعية في المملکة العربية السعودية استجابةً لتنامي الحاجات التنموية، ووجود القطاع الاقتصادي النشط والمتطور. وتبعًا لذلک, فإنَّ من المؤمل أنْ تُفضي العناية بهذه الشراکة إلى تأسيسِ عقدٍ مُشتَرَکٍ بين الجامعات السعودية, ومؤسَّسات المجتمع؛ لصناعة قاعدةٍ بحثيةٍ متطورة مقابل الطلب الاقتصادي والاجتماعي والتنموي في هذا المجال المهم، وتُسهِمُ في نقلِ التقنية وتوطينها، وتعزِّز الابتکارات والاختراعات التي تُعَدُّ العصب الرئيس للهناء الاقتصادي والرفاه المجتمعي (الشايع، 1435، ص2).
فلم يَعُدْ دورُ الجامعات السعودية محصورًا في استقبال الطلاب وتعليمهم؛ بل تعدَّى إلى الاندماج مع المجتمع بکافة أطيافه، وشتَّى طبقاته، ومختلف مؤسساته، ومشارکته في حلِّ مشکلاته، وتلمس احتياجاته، والرفع من إمکانياته وقدراته، والشمولية في التعامل معه، والتعاون الأمثل فيما بينهما، مما يؤتي آثارًا يانعة - بإذن الله تعالى-، خاصةً وأنَّ الجامعاتِ السعودية تواجهُ العديدَ مِن التحدِّيات والمتغيرات التي فرضتها العولمة، مما يستلزم إجراء عمليةِ تطويرٍ شاملة لأنظمتها، کونها لا تعيش في معزلٍ عن المجتمع ومؤسساته، فهي جزءٌ مهمٌّ من هذا العالم المتغيِّر والمتجدِّد دائما؛ بل تأتي على قمته، وتضطلع بالاهتمام ببناء الفرد وإعداده ومشارکته في خدمة مجتمعه.
لذا حريٌّ بالجامعاتِ السعودية أنْ تتحلَّى بأدوارها التنموية، وأنْ تستجيبَ سريعًا لمتطلَّباتِ العصر استجابةً فاعلة وقوية، تواکبُ التغيرات الهائلة والجذرية، من خلال تبنِّي ثقافة إدارية حديثة، تذلُّل کافة العقبات، وتساعد في حلِّ کافة المشکلات، وتعملُ على تطوير الأداء وإتقانه، وعليه تأتي هذه الدراسة لتسلِّطَ الضوءَ على أهمية التعاون بين الجامعات السعودية، ومؤسسات المجتمع في ترسيخِ مفهوم الشراکة المجتمعية من جانب، وتذليل کافة السبل التي تتطلَّبُها هذه الشراکة سواء کانت أکاديمية أم تنظيمية أم اقتصادية من جانبٍ آخر.

الكلمات الرئيسية