التطـــــــرف الفکـــــــري تعريفــــــه، أسبابــــــه، مظاهــــــره، آثــــــاره وسبــــل القضــــاء عليــــه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

اداره خدمـــــات ارشاديـــــة

المستخلص

برز التطرف الفکري في وقت مبکر من تاريخ المجتمع البشري، حتى قبل أن تتعقّد الترکيبة الاجتماعية سواء في منظومتها الفکرية أو في وسائلها الحياتية، لأن في أسباب التطرف الفکري ما ليس رهناً بالترکيبة الإجتماعية المعقدة، و إنما يتجسد في البيئة الساذجة على وجه التحديد . ولطالما وُجد التطرف الفکري لا کحالة في الفرد و المجتمع، و إنما کظاهرة إجتماعية تتسع وتضيق حسب عوامل نشوئها، و حجم تفاعل هذه العوامل و تأثيرها . و لم يقتصر ذلک على صعيد معيَّن من أصعدة الحياة، و إنما يکاد يشمل أو يشمل بالفعل جميع الأصعدة، لأن التطرف الفکري يتحقق أينما تحقق سببه وعلى أي صعيد.
إن للتطرف الفکري وجهين، أحدهما مکشوف والآخر مقنَّع، فکما يوجد التطرف الفکري المکشوف و الذي يمکن تشخيصه دون تعقيد، کذلک هناک التطرف الفکري المقنَّع الذي تضيع معه البوصلة، لا سيما إذا اتخذ صيغة علمية، و ظهر بوجه حضاري، فيترک تأثيرا کبيرا و خطيرا في الشعوب والمجتمعات، و ربما يصل إضلاله حد تصور أنه النهج الصحيح، و ما عداه هو الشذوذ و الخطأ.( الحسين، أسماء ، 2002)